الجمعة، 29 فبراير 2008

تمثال الحرية

قيل …
يقال … عن نصب في أمريكا
يدعى الصنم الجوال

في الليل يجرد روحاً يخرج من جسد الحجر الصوان
يطوف العالم و الأدغال
يتهادى في مدن البؤس و يقرع أبواب الأكواخ
الخشبية ينشد في العمال
و يزور الفيتنام و شيلي و الأغوار فترتسم الآمال
شعاع الرؤيا في عين الأبطال
يتقمص جنح الليل … و يعبر زنزانات اليأس
و يمسح ألوان الأغلال
يتحول يافطة فوق هدير الشارع
… و هتافاً يمتزج المعنى الدفاق
بحبر المنشورات السرية
بيتاً من شعر يتحدى
لحناً أسطوري النغم تردده
كل الآلات الموسيقية باسم الإنسان…
و حروفاً موطنها حنجرة المقهورين
بكل مكان حرية …
و قبل رحيل العَود إلى الجسد الحجر
يصير الحلم الدافئ في
دار الأيتام يغني للأطفال
يتحول آها في أحضان جنين
تؤول الآه رياحا تتخمر إعصارا في رئة الأجيال
حين الأخبار تقطب جبهة أمريكا
تنفجر الفرحة في شفتيه برغم الصخر
و حين تقهقه أمريكا ..... يبكي التمثال

الأحد، 17 فبراير 2008

الحاوي ( أيمن أبو شعر )


أشْـرَعَ الحاويْ إ لينا القـُبَّعـَة ْ
لـَيْسَ فيها غيرُ تـَجْويف ٍ
يُحاكيْ عَقـْلَ مَنْ قـَدْ صَنـَّعَه ْ

ثـُمَّ غـَطـَّاها بـِمِنـْديل ٍ طـَهـُورٍ مِـنْ قـِماش ِ
(ا لبنتاغون )ِ بَياضُهُ ما أنـْصَعـَهْ

بَدأ الحاويْ طـُقوسَ السِّحْـر ِ ...... طـَوّى أذرُعَـهْ
وَسقانا طـَلـْسَما ً في كأس ِ طِـيْن ٍ ذابَ بَعـْضٌ
مِـنْ حُـروف ِ الأصْـل ِ فيها ..
رُبَّما كانـَتْ فِـلِسطينُ التيْ دَهراً أقـَضـَّتْ مَضْجَعـَهْ

رُبَّما مِنْ رَمْـل ِ حِطـّين اسْتـَحالَ
الطـّيْنُ رَقـْراقـا ً زُلالا ً
رَشْـفـُهُ ما أنـْقـَعَـهْ

كُـلّ ُ شَئ ٍ رائـِعٌ للساجـِدينَ اليومَ للحاويْ
وَمَنْ يُوميْ بأنَّ الحَـقَّ كـُـلّ ُ
الحـَقِّ ما يَبْدو بـِجَـوْف ِ القـُبَّعَة ْ

لـَيْسَ عَـدْلا ً... أنْ يُـغـيْظ َ الأرنبُ البَـريّ ُ
صيّادا ً يُغـَنيْ مَصـْـرَعَـهْ

لَيْسَ عَـدْلا ً أنْ يَـظـَـلَّ الظـَبْيُ يَرْتادُ المَراعيْ
حيْنَ كـُهـّانُ الأفاعيْ جَـرَّدَتـْهُ مَرْتـَعَـهْ

قاعَـةُ الإصْغاءِ ماخورٌ إذا ما شاءَ أو إنْ
شاءَ تـَبْدو صَومَعَهْ
أغبياءُ العالم ِ المَقـْهورِ لا يَدْرونَ أنَّ النـَّزفَ
سوريالٌ مِنَ اللوحاتِ تـَهـْـواها
عُيونُ البثِّ والأقمار ِ صالاتُ
الحُواة ِ المُتـْـرَعَـة ْ

حَسْبُهمْ نيرونُ فنانا ً وَعـصْفٌ ثـُمَّ قـَصْفٌ
حَوَّلَ الظلماءَ في الوادي
بـِشُهْبٍ ساطِعَـة ْ

الأنينُ المُـرّ ُ أنْغامٌ بآذان ِالوُصاة ِ انـْـساحَ
عَـفـْواً في مَهاويْ القـرط ِ
وَالتيجان ِ حَيْنَ اهْـتـَزَّ عَرْشُ
اللهِ رَعـْدا ً مِـنْ نـِداءِ الطِـفـل ِ
يَصْويْ فيْ السماءِ السابِـعَـة ْ

أخْـرَجَ الحاويْ مِنَ التـَجْويف ِ قِـردا ً باسِماً
يَـحـمْيْ رُؤوسا ً طـَيِّعَة ْ

ماسَتِ الأفـْعى بـِكـَف ٍ وَبـِأخرى غـَـرَّدَ التِمساحُ
يَشْكو أدْمُعـَـهْ

وَالنياشينُ التيْ في صَدْرِهِ تـَحْكيْ مآثِـرَهُ
البَتولَ الرائِعـَة ْ

مُذ ْ بَكيـْنا مِنْ قـُرون ِ الثـَوْرِ في أكـْتافِنا
لَوَّحَـتْ كـَفـَّاهُ فيْ أحْداقِـنا
فـّغدا الثـَّورُ بـِحَجْم ِ الضِفـْدَعَة ْ

قَـَهـْقـَهَ الحاويْ انتصاراً
ماعَ كالألوان ِ ماءً ثـُمَّ ناراً
لاحَ فِـضيّـا ً وآليا ً كـَرواد ٍ مِنَ المَريخ ِ
ثـُمَّ ارتـَـدَّ أرْضيـّا ً يَـهـُزّ ُ الكـَفَّ بـِالتـَوْبيخ ِ
كالرؤيا تـَجَـلـّى وَتـَوارى

صارَ صنديدا ( لِعَـولـَمة ٍ ) بـِحَجْم ِ الفأر (ميكي) َوتـَبَدى
نِـمْـرَ غاب ٍ ثـُمَّ فيلا ً فـَرآهُ
الحَشـْدُ قـَدْ علا وَطارا

جَـرَّبَ الحاويْ جَميعَ الأقـْـنِعَة ْ
وَاستعارَ الجـِـلـْـدَ مِـنْ وَجْه ِ المُرابيْ بـِالروابيْ اليانِعَهْ
بِنـُواة ٍ فـُجـِرَتْ في الشرق ِ جَـنـَّتْ
فـَوقَ أعـْناق ِ الحَيارى
حَـوَّلَ الليلَ نـَهارا

بـِلـُهاة ٍ فـُحِـرَتْ في العـُمْـق ِ مِنْ قـَلـْب ِ الصحارى
حَـوَّلَ الرملَ نـُضارا

فانْحنى حَشْـدُ المُطيعينَ انبـِهارا
دَونَ أنْ يَدريْ حُدودَ الفاجِعَهْ

كـُمُهُ السِـريّ ُ خـَـلـْـفَ الظـَهر ِ خـُبْثا ً قـَدْ تـَوارى
وَسُـؤالٌ يَـتـَمَطـّى مِثـْـلَ ألسِـنـَة ِ السُـكارى
أيْنَ قـَدْ دَسَّ المـُرابيْ إصْـبَعَهْ..؟

كـُلـَّما أخـْرَجَ رأسا ً مِـنْ مَـهاويْ القـُبَّـعَة ْ
غابَ في القاعَـةِ وَجْـهٌ حائِـرٌ ما صَـدَّقَ
الحاويْ وَكـُلّ ُ صَـنيعِهِ لـَمْ يُقـْـنِعَهْ

كـُلـَّما لـَعـْلـَعَ صَـوتٌ مِنْ كـِـوى التـَجويفِ
وَانـْشـَـلَّ لِسانٌ صَـفـَقَ الحَـشْـدُ لِـمَوتٍ
بـِاسْـمِهِ ما شَيَّـعَهْ

كـُلـَّما اسْـتـَـلَّ كـُراتٍ مائِعاتٍ فـُقِـئتْ في
الصالـِةِ البلهاءِ أحْـداقُ
الحَمام ِ الوادِعَـهْ

وَمُطيعٌ لـَمْ يَـُعدْ يَدريْ حُدودَ الجـِسْم ِ فيهِ
ما الذيْ أمسى مِـنَ الأضلاع
مَوتوراً عَـليهِ الآن..
مَـنْ يَـبْقى مَـعَهْ

أخـْرَجَ الحاويْ إلى التاريخ ِ وَالآتيْ مَعَ العـَـزفِ
الشَـهيِّ الهَـيْكـَـلَ العَـظـْميَ .. حانَ
الرَّقـْصُ ...خـَبـِــْرني : أما قـَدْ آنَ
أنْ يُحصيْ مُطيعٌ أضْـلـُعَهْ

******************************************************

السبت، 16 فبراير 2008

عـدالـة ( أيمن أبو الشعر )

رسالة من مواطن فلسطيني إلى الرأي العام الأمريكي

( أحضروا جثة القتيل والخنجر ثم استمعوا إلى إفادة القاتل)


أقولُ الصدقَ يا مولاي
َتعرَّضَ ظَهرُهُ الغدارْ
ِلهذا الخِنجَر ِ المِسكينْ
َوصارَ النصلُ يرتَجـِفُ.. وَيلتَحِفُ

بـِكـَفي مِثلَ قِط ِّ الدارْ
ُيناديني لأحميهِ
وَهذا الماردُ الغدارْ
يغويهِ..
َويقتـَرِبُ

بـِلَحم ٍ جامِح ٍ كالنـّارِ ... يَقتربُ
َوحِرتُ فَـكيفَ ُأخفيهِ
وَهذا الماكرُ الجبارْ
ُيحاوِلُ بـَلـْعَ سكيني

َفقلتُ : لعلـَّه إنْ نامَ مِثـلَ مَلائِكِ الرحمة ْ
يَرقُ فـؤادُ باغ ٍ نَبْضُهُ أللعنه
فأودَعْتُ الصغيرَ الغرَ مَهداً ..
اسمُهُ الطعنَه ْ !!

َفغافـَلـَـنيْ ..َوماجَ الظهرُ كالأفعى
َوعَضَّ بـِلـَحمِهِ المَسعورْ
َوداعَة َ شـَفرَةِ الساطور ِ

لمْ يَرحَم ْ..
َولمْ يَحذرْ ..

َوألقى جـِسمَهُ المأفونَ فوقَ نَحالةِ الخِنْجَرْ
يُحاوِلُ هَرْسَ مِسكينيْ
َوأنْ يُكسـرْ

َوكادَ النَصْلُ يَخْـتـَـنِقُ
َوتَحْتَ الجِسْم ِ يَنـْسَحِقُ
فَما أفعلْ ..؟

َدنوتُ إليهِ أرْجوهُ
بأنْ يُفـْلِتـْهُ ..لـَمْ يَـقـْبـَلْ
َتمَدَّدَ فَوقـَهُ كالثـَّورْ
َتصَنـَّعَ أنـَّهُ نائـِمْ ..
َوراحَ يَغُطُّ في حُلـْـِمهْ
دَعانيْ السُـخـْط ُ: فـَـلـْـتوقِـظـْـهُ مِنْ نَومِهْ ..
َفلمْ تَرضَ اللباقة ُ .. أو إبائي
َقلـَبـْتُ الرأسَ عَطفا ً في حنان ٍ ..
ثـُمَّ ساعَـدَني حِذائي

َوأنـْـقـَذتُ البرئَ الخنجرَ ألطفلي
أبكيهِ وَيَبكيني
َورغمَ فَظاعةِ المأساة ِ عِندي
َجرَّحوا حِسي أهانوني
َتصوَّرْ أنتَ يا مولاي ..
َتلـَطـَّخَ نـَصْـلُ سِكيني
َفجـِئـْـتُ إليكَ تُـنـْصِفـُني فأنتَ الحاكمُ العادلْ .

َقـرارٌ قاطِعٌ مَقبولْ ...
َكحـَـدِّ المِـديَةِ المَصْـقولْ :
ُ يـبَـرأ ُ خِنـْجَـرُ القاتـِـلْ
َوتـُـشـْـنـَقُ جثـَّة ُ المَقـْـتولْ ..
****************************